انستغرام فيس بوك واتس أب تليجرام تويتر بنترست

الطفل فواز القطيفان، مأساة طفل سوري...

الطفل فواز القطيفان، مأساة طفل سوري مستمرة وسط أهمال دولي

فواز القطيفان، طفل سوري يبلغ من العمر 6 سنوات، يعيش مأساة وحشية تتزامن مع الصدمة التي يعيشها العالم العربي بسبب وفاة الطفل المغربي ريان يوم السبت الماضي.

اختطف مجهولون فواز القطيفان من قرية ابتا بريف محافظة درعا السورية. ونشر خاطفوه مقاطع فيديو تعذيبه يطالبون عائلته بفدية قدرها 500 مليون ليرة سورية.

وقال عم الطفل مصعب قطيفان: "طفلنا اختطف في 2 نوفمبر من العام الماضي، عندما كان متوجها في الصباح الباكر إلى مدرسته، وهو الوحيد في عائلته، باستثناء 3 فتيات".

كما أكد عم الطفل أن الخاطفين طلبوا في البداية مبلغًا كبيرًا للغاية بلغ نحو 700 مليون ليرة سورية.

وقال بعد سلسلة من المفاوضات إن الخاطفين خفضوا الفدية إلى 500 مليون ليرة سورية، وبعد أن بكت والدة الطفل تراجعت إلى 400 مليون مرة أخرى.

وأوضح عم فواز أنهم باعوا كل ما يملكون، لكنهم لم يتمكنوا من جمع سوى 250 مليون ليرة سورية، وتواصلوا مع الخاطفين عبر حساب في برنامج "تلغرام" الذي كان وسيلة الاتصال الوحيدة لديهم. ثم أمهلهم الخاطفون بضعة أيام ليتمكنوا من تأمين المبلغ كاملاً.

وبعث والد فواز برسالة للخاطفين يطالبهم ببعض الرحمة على براءة الطفولة، مع التأكيد على أن مقاطع التعذيب التي أرسلت إليه لم تتمكن من رؤيتها.

أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ "أنقذوا الطفل فواز القطيفان"، بل وأعلن البعض عن حملة تبرع لإطلاق سراح الطفل.

وتداول رواد "السوشيال ميديا" صوراً للطفل المخطوف، كما تم تداول مقطع فيديو ظهر فيه الطفل نصف عارٍ وهو يُجلد. كل ما يمكنه فعله هو استجداء خاطفيه بهذه العبارة؛ "منشان الله لا تضربني."

الواقعة مقصودة

فيما كشفت مصادر تفاصيل جديدة عن القضية، رافضة الكشف عن اسمها، موضحة أن واقعة الاختطاف هذه كانت مقصودة، وأكدت المعلومات أن الصغير كان معروفاً للخاطفين، الذين كانوا قصدوه بسبب خلافات وثأر عائلي.

كما أوضحت أن والد الطفل كان الهدف، بقصد ضياع ممتلكاته عبر بيع أراضٍ يملكها في المنطقة حتى يجمع ثمن الفدية، وهو ما يفسر عملياً رواية الاختطاف الأولى التي أشارت إلى وجود امرأة مع ملثمين دلّت الخاطفين على الصغير.

كذلك لفتت إلى أن الخاطفين تنبّهوا لوجود تحرك أمني من قبل سلطات النظام السوري، خصوصاً بعد أنباء عن تطويق قوات عسكرية مدعومة من الفيلق الروسي المنطقة، فقطعوا التواصل مع العائلة.

وقد اكدت العائلة أنها تنتظر من الخاطفين التواصل معهم، لاستلام الطفل المختطف، إلا أنها لم تتلقَّ أي اتصالات منهم.

تهديد ببتر أصابع مع انتهاء المدة

يشار إلى أن الخاطفين كانوا هددوا ببتر أصابع الطفل، في حال عدم تسليم الفدية المالية المطلوبة خلال مدة أقصاها، اليوم الأربعاء.

في حين وصلت قوات عسكرية تابعة لـ "الفيلق الخامس" المدعوم روسياً، وبعض من قوات النظام إلى بلدة إبطع بريف درعا الأوسط وتطويقها بشكل كامل للوقوف على خلفية قضية الطفل المختطف، بعد ورود معلومات بأن الطفل متواجد لدى العصابة في البلدة.

وعلى الرغم من أن اتهاماتٍ طالت مسؤولاً في النظام السوري بدعمٍ الجهة الخاطفة، لكن عائلة الصغير نفت معرفتها بذلك، وسط اتهامات أخرى أفادت بتورط حزب الله اللبناني المتواجد في تلك المنطقة بدعم العملية.

وكانت قضية فواز قد لاقت الكثير من التعاطف على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب تداول مقطع فيديو ظهر فيه الطفل وهو يطلبُ من أشخاص مجهولين التوقف عن ضربه، ومنذ ذلك الحين تداولت مختلف وسائل الإعلام ووكالات الأخبار أنباءً تتعلق باختطافه.

يذكر أن عمليات الخطف تكررت في مختلف المناطق السورية مراراً طيلة السنوات الأخيرة نتيجة الفوضى الأمنية التي تشهدها البلاد منذ نحو عقدٍ من الزمن، والتي تلت احتجاجاتٍ شعبية كانت قد اندلعت للمطالبة بإسقاط رئيس النظام بشار الأسد في مارس من العام 2011.